كل من يشاهدني و يمعن النضر في وجهي لابد ان يستغرق في الضحك و السخرية وكل من يعرفني يجد لدة غريبة في رواية القصص المضحكة عني لكل من يقابلهم من اصحابه...
وانا اعرف كل ما يرددونه عني من قصص ساخرة ...ولهده السخرية سبب ...وهو انني اطوي بين جوانحي قلبا نقيا طاهرا يعرف الحب. برغم انني قصير القامة .اسمر اللون.غليظ الشفتين .ضخم الراس. ضيق العينين .مفلطح الانف .طويل الادنين . نعم ان هيئتى مجموعة منفردة من القسمات والملامح قل ان يوجد لها مثيل.حتى ان الناس كانوا يطلقون علي اسم <الرجل القرد> ولكن الدي يغيظني ان الناس لا يسخرون من القرد .فما بالهم يسخرون مني!!...
لعل السبب انني ادمي له قلب حساس يهفو الى الحب و الجمال!
و لقد مات ابي وانا في السنين الاولى من عمري لا اعرف معنى الحياة . ولا افطن الى دمامة خلقي ... و تركني في رعاية امي .
ولكن من المسؤول عن دمامتي... اهو ابي الراحل ... ام امي ...انني لا اعرف على من القي الوم ولكن...لمادا اوجه اليهما اللوم !. لقد ولدت وانتهى الامر .. وعندما بدات اعي الامور كنت ارى امي تبدو داءما حزينة مكتئبة ... وحين استفسرها
عن مبعث حزنها كانت تجيبني اجابات لا تشبع نهمي الى معرفت الحقيقة ...ولكني توصلت اخيرا الى معرفت السبب...
فقد كنت سائرا بصحبتها ذات يوم ومررنا برجل عجوز اشيب الشعر فما ان لمحني حتى نظر الي في اشفاق وتمتم ببضع كلمات ,وصلت الى مسامعي بصعوبة ..سمعته يقول<يا للولد المسكين...>
وقد تالمت جدا من قول الرجل الاشيب ورحت احاول ان ابدو اقل دمامة بوضع المساحيق التي تستعملها النساء ولكن محاولاتي باءت بالفشل فقد ازدادة سخرية الناس من هيئتي الجديدة !...
ولا اطيل عليكم .. فقد عثرت على الفتاة التي قبلتني زوجا عثرت عليها بعد ان ناضلت امي و جاهدت في سبيل العثور علي زوجة لي بين من تعرفهن من بنات العائلات الكريمة الصديقة ولكن بلا جدوى !. فقد كانت كل منهن تانف حتى من مجرد النظر الى وجهي فتحطم قلب امي المسكينة حسرة واصابها شلل لم يمهلها طويلا فقضت نحبها دون ان تكتحل عيناها براية عروس وحيدها وهي تمرح في بيته!.
تركتني امي وحيد لاناضل الحياة القاسية...وبكيت عليها بكاء كاد ينضب ماء الحياة من عيني ولكن المقادير اشفقت علي وساقت الي تبادلني حبا بحب...
كنت جالسا بمنزلي دات يوم وكان باب المنزل مغلقا نصف اغلاق عندما سمعت صوتا نسائيا يهتف قائلا بصوت فيه ضراعة و حزن دفين
-انا فتاة مسكينة ايها السيد هل تجود علي باحسان ?
ونهضت من مكاني ووقفت بالباب .. فرايت شابة في عمر الورود ترتدي اسمالا بالية.. كانت جميلة رغم ما يبدو عليها من فقر و رقة الحال..
ولكني اشفقت عليها و احببتها و شجعتني على ذالك انها كانت فاقدة البصر.. وانها كانت لا يمكنها راية قبحي و دمامتي !!ورحتافكر سريعا ثم وجدتني اقدم اليها طعاما شهيا و سالتها عن اسمها ليلى وانها تعيش مع امها في كوخ صغير بضاحية صناعية.
تكررت زيارات ليلى بعد ذلك وكنا نتحدت في كل شيء و كنت اثناء حديتنا انظر في عينيها المضلمتين فيطغى علي احساس غريب ان ضلاو عينيها هو الدي جعل الدنيا تبتسم لي ...فلو كانت تبصر لنفرت من خلقتي و امتنعت عن زيارتيشانها شان قريناتها من بنات حواء .
انتظر ردودكم
تابعو القصة وتمتعوا بها حتى اكملها انشاء الله